حكم طلب المرأة الطلاق من زوجها العقيم |
السؤال : أسلام عليكم ورحمة الله وبركته. أنا متزوجة منذ خمسة سنوات برجل يعاملني بالحسنة وهو إنسان مؤمن( ولا يزك على الله أحد) وهو مريض لاينجب الاولد مرضه (أنعدم الحيوانات المنوية وارتفاع الهرمونات في الدم ) وعند إجراء الفحوصات عند الأطباء منهم من أكد على انه لايوجد أمل ومنهم من يقول الأمل قائم بالله مع العلاج والصبر ولقد أجرينا فحوصات وبعض العلاجات طب الحديث وطب الأعشاب ولكن لم بتغير الحال و الحمد لله على كلي شيئ وبالإضافة إلى تعسر أحواله المادية فهو ليملك بيت و إنما يقوم بإجار البيت والمصاريف التي يدفعها في فحوصاته للعلاج . وأنا في حيرةٍ من أمري وخاصة مع ضغوطات التي وجهها من طرف أمي وأخواتي بأن أتركه قبل فوات الأوان قبل أن أكبرى في السن. أريد منكم الإجابة بتفصيل من فضليكم هل يجوز لي طلب الخلع منه بسبب مرضه و حالته المادية وأعيد الزواج إن شاء ربي ليرزقني الله الولد. وفي الأخير أرجو أن تجبوني بتفصيل وجزأكم الله عني ألف خير. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله. لا شك أن من أعظم المقاصد الشرعية للنكاح حصول الذرية الصالحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) رواه أبو داود والنسائي. وطلب الولد حق محفوظ للزوج والزوجة على حد سواء ولذلك يحرم على الزوج أن يعزل مائه في الوطء عن المرأة الحرة إلا بإذنها. والذي يظهر أن العقم في الزوج أو الزوجة يعد عيبا ظاهرا ونقصا يفوت شيئا من مقصود النكاح ومصلحته لأن العيوب التي يفسخ بها النكاح ليست معدودة على التحقيق بل كل ما سبب نفور أحد الزوجين أو كان مانعا من الاستمتاع أو مفوتا لمقصد من مقاصد النكاح فهو عيب يثبت به الخيار. ولما روى عبد الرزاق في مصنفه: (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث رجلا على بعض السعاية فتزوج امرأة وكان عقيما فقال له عمر: أعلمتها أنك عقيم قال: لا قال: فانطلق فاعلمها ثم خيرِّها). وهذا اختيار ابن القيم وقال به بعض علماء الحنابلة. ويحق لأحد الزوجين طلب الفسخ لأجل العقم. فإذا ثبت العقم في أحد الزوجين جاز شرعا لشريكه المطالبة بالفسخ وينبغي على الحاكم تنفيذ رغبته دفعا للضرر عنه. فإن تعذر الفسخ استعمل الخلع لتتم الفرقة. ويشترط لطلب الفسخ أن لا يكون عالما به عند العقد بحيث تزوجه وهو يجهل عقمه أما إذا كان عالما به سقط حقه في الفسخ لكونه دخل النكاح على بصيرة وأسقط حقه ابتداء كما نبه الفقهاء على ذلك. فلا حرج عليك في المطالبة بالفسخ لعقم زوجك رغبة في البحث عن زواج آخر يكفل حصول الذرية لك بإذن الله. وإنما يبقى النظر فيما هو الأصلح لحياتك وسعادتك وهذا يتطلب لك الموازنة بين المصالح والمفاسد وترجيح الأنفع لك من الاستمرار مع زوجك أو الانفصال عنه. ولا شك أن المرأة إذا أقامت مع زوجها العقيم وصبرت وضحت بشبابها وآثرت محبته ومودته على الولد ولم تلتفت إلى كلام الناس خاصة الأقارب واحتسبت الثواب من الله لا شك أنها على خير عظيم ويرجى لها منزلة عالية في الجنة لعظم إحسانها. قال تعالى: (وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع سودة في إبقائها وعدم طلاقها مع أن نفسه قد رغبت عنها. وكذلك العكس إذا كانت المرأة عقيما فأمسكها الرجل وأحسن إليها وصبر عليها ولم يعنفها ويؤذيها كان عمله من أعظم الإحسان. وهذا التصرف من أحد الزوجين يدل على الشهامة ونبل الإنسان ووفاءه وكمال الدين والتماس رضا الرحمن. |
0 التعليقات:
إرسال تعليق